في مساء يوم 13 مايو 1948م عبرت أول كتيبة للجيش المصري كوبري الفردان عند قناة السويس متجهة إلى فلسطين. ولقد كان دخول الجيش المصري إلي فلسطين على ثلاث محاور رئيسية: محور الطريق الساحلي من خان يونس إلي مستعمرة نتسانيم شمال غزة، ومحور العوجة إلي بيت لحم ثم الخليل وتعمل عليه قوات المتطوعين بقيادة أحمد عبد العزيز، ومحور شمال النقب الممتد عرضاً من الخليل إلي الفالوجه وعراق المنشية والمجدل علي ساحل البحر المتوسط. ولم تكن هذه المحاور متصلة ببعضها، لذلك كانت الطرق الفاصلة بينها الأكثر خطراً، لأن استيلاء العدو على هذه الفواصل يعني فصل محاور الجيش المصري عن بعضه، وتحويل كل محور إلى جيب شبه محاصر. وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك في حصار قوات الجيش في الفالوجة.
بدأت العمليات الحربية يوم 14 مايو 1948م، وبدأ هجوم الجيش المصري علي المستعمرات اليهودية في منطقة غزة، وقامت بطائراته بالإغارة على تل أبيب فضربت محطات توليد الطاقة والمطار العسكري. وفي يوم 15 مايو، وصلت طلائع القوات المصرية مدينة غزة.