الذكرى الخمسون لوفاة الخديوي إسماعيل باشا

وُلد الخديوي إسماعيل، وهو ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا، في القاهرة في 31 ديسمبر عام 1830م، وهو خامس حكام مصر من أُسرة محمد علي، تلقي تعليمه في مدرسة القصر الخاصة التي أنشأها جده محمد علي لتعليم أبناء الأسرة، فدرس الفرنسية والتركية وبعض العلوم الحربية، ثم أوفده جده إلى باريس لاستكمال تعليمه، والتحق هناك بمدرسة سان سير العسكرية، وبعد وفاة أخيه الأكبر حصل على السلطة دون معارضة، وفي نهاية 1866م حصل على لقب خديوي من السلطان العثماني.

كان إسماعيل كحاكم طموحاً وقد نجح في فترة حكمه في تغيير نظام توارث العرش، وقرر ألا يصطدم بأوروبا بل عمل علي التعاون معها في بناء دولته الحديثة، وارتفعت في عهده أسعار القطن المصري، واستكمل مشروع حفر قناة السويس، وأنشأ سككاً حديدية بطول 1085 ميلاً، وشيد مدينة الإسماعيلية، وأنشأ داراً للأوبرا، وعمل علي ضم منابع النيل فتوسع جنوباً، وأسس ديوان المدارس.

وقد أُنشئت في عهده نحو 4817 مدرسة، وافتتح مدرسة للمعاقين «الصم والبكم والعميان» وأنشأ أول مدرسة للبنات في مصر، وأعاد إصدار صحيفة الوقائع، وازدهرت الصحافة في عهده، وأنشأ دار الكتب، وزادت في عهده رقعة الأراضي الزراعية، وثقلت على مصر الديون في عهده وانتهي الأمر بفرض الوصاية المالية الكاملة على مصر، وفي 8 يوليو 1879م وبتواطؤ أوربي عثماني تم خلعه وعاش في منفاه في نابولي بإيطاليا، ثم أقام في قصر على البوسفور إلى أن توفي فى1895م، ودُفن في مسجد الرفاعي بالقاهرة.