10 فبراير 1958 –الذكرى الخمسين لوفاة مصطفى كامل(الوطني)
تمت الطباعة بمطابع مصلحة المساحة بالقاهرة.
في ١٠ فبراير عام ١٩٠٨ توفى الزعيم مصطفى كامل، وهو في ريعان شبابه عن عمر يناهز الرابعة والثلاثين، مأسوفاً عليه من مصر كلها، فهو مجدد وحامل لواء الحركة الوطنية. كان اليوم هو الاثنين، وكان التوقيت هو الرابعة بعد الظهر حين فاضت روح الزعيم الوطني مصطفي كامل إلي بارئها من عام ١٩٠٨.
ذلك العام الذي شهدت بدايته الإفراج عن مسجوني محاكمة «دنشواي» كان ذلك في عهد الخديو عباس، وكان مصطفي كامل قد عاش ثلاثة أشهر مريرة من الصراع مع المرض وكان وهو على سرير المرض وقبل وفاته بخمسة أيام، قد أرسل برقية احتجاج قوية ضد تصريحات أطلقها السير إدوارد جراي في مجلس العموم البريطاني اتهم فيها المصريين بعدم الأهلية للحكم الذاتي. وكانت القاهرة قد شيعت الزعيم في جنازة مهيبة ارتجت لها أركان الوطن حتى إن كل خصومه السياسيين قد بكوه على صفحات صحفهم، وكانت الجنازة قد ضمت ما يقرب من ربع مليون مشيع.