هي إحدى القرى التابعة لمركز دكرنس في محافظة الدقهلية. تبعد عن المنصورة 27كم، وعن القاهرة 151 كم، تعتبر قرية أشمون الرمان من القرى الضاربة في التاريخ حيث إنها من القرى القديمة وتشم بها عبق التاريخ تقع على بعد 3كم شرق مدينة دكرنس على لطريق الممتد من دكرنس إلى المطرية تقع على البحر الصغير والذي كان يسمى (بحر أشمون). حكم مصر من أشمون الرمان أربعة من ملوك الفراعنة من سنة398/378 قبل الميلاد وهم
1 ـ الملك نفر تيس الأول 2ـ الملك أخوريس
3 ـ الملك بعامتيس 4 ـ الملك نفرتيس الثاني
وكان أغلب السكان آخر العصر الفرعوني من الهكسوس الذين كانوا يعرفون باسم (البشامرة) وهي كلمة قبطية معناها (أبناء البحر) وهم بقايا الرعاة الذين انتصر عليهم (أحمس) وكانت قاعدتهم الأصلية (البشمور الحالية).
وقد أطلق اسم (منديس) أشمون الرمان نسبة للإله أشمون وكان يوجد فيها معبد لهذا الإله وظل اسم أشمون عاصمة لأحد أقسام مصر حتى نهاية العصر الروماني وحتى دخول المسلمين ويقول ياقوت الحموي الجغرافي المشهور في كتابه (معجم البلدان):
إن أشمون الرمان كانت مدينة عامرة في شرق الدلتا وسميت باسم أشمون طناح وفى عهد العثمانيين أي بعد أن فتح السلطان سليم الأول مصر عام 1517م أعيد إلى أشمون الاسم القبطي (أشمون الرمان) ويضيف لنا الجغرافي العربي (ابن دقماق) عام 809 هـ في كتابه (الانتصار لواسطة عقد الأمصار) أن أشمون الرمان عاصمة إقليم الدقهلية كانت مدينة جميلة بها الحمامات العامة والأسواق والجوامع الفخمة والفنادق العامرة بالنزلاء مما يؤكد أنها في الزمن الماضي من أزهى وأشهر المدن المصرية. ولذلك اختيرت لتكون عاصمة إقليم الدقهلية عام 715هـ ومقرا لديوان الحكم وقد ظلت أشمون الرمان عاصمة شرق الدلتا حتى نهاية عصر الدولة المملوكية.
أشمون الرمان والحملة الصليبية الخامسة
في الدولة الأيوبية كانت الجيوش الإسلامية تخرج من أشمون الرمان للدفاع عن مصر وقد صدت الحملة الصليبية الخامسة بعد أن نزلت دمياط متجهة جنوبا للاستيلاء على مصر حيث أسرع السلطان الكامل ابن الملك العادل ونزل بأشمون وانضم إلى عساكر أخيه المعظم (عيسى) القادمة من سوريا، فأمر السلطان بنصب الجسور عند أشمون الرمان فعبرت العساكر بحر أشمون، وسلكت طريقها إلى دمياط، فاضطرب الصليبيون وضاقت عليهم الأرض، وبدأوا يفاوضون الملك الكامل أن يتركوا دمياط.
أشمون الرمان والحملة الصليبية السابعة:
كان الفضل لأشمون الرمان في هزيمة الحملة الصليبية بقيادة (لويس ملك فرنسا) ففي الرابع من جمادى الأولى 646هـ ـ25 أغسطس عام 1248 م أبحر من مياه فرنسا أسطول ضخم يزيد على 1800 سفينة تحمل ثمانين ألف من جنود فرنسا ومعهم عدتهم وسلاحهم وخيولهم إلى دمياط. وكان الملك الصالح مريضا مرضا خطيرا يمنعه عن ركوب الخيل، ولم يمنعه ذلك من النزول وأصدر أوامره بحشد الأسلحة والجنود إلى دمياط. وبعث إلى نائبه في القاهرة الأمير (حسام الدين بن أبى على) يأمره بإعداد السفن وأرسل الملك الصالح الأمير فخر الدين إلى أشمون الرمان للدفاع عن دمياط. كما كان يوجد بأشمون الرمان أعظم أمراء المماليك البحرية الذين تركوا أثرا في تاريخ مصر والشرق الإسلامي ومنهم الأمير سيف الدين قطز، والأمير بيبرس البندقدارى. استولى الصليبيين على دمياط وعبروا نهر النيل، وترك أبناء دمياط مدينتهم، وعادوا حفاة عراة إلى أشمون الرمان وتوفى الملك الصالح بقصره (بأشمون الرمان يوم 23نوفمبر سنة 1249 م الموافق 15 من شعبان 647 هـ. المعظم توران شاه وهزيمة الحملة الصليبية السابعة. وسرعان ما وصل ابنه توران شاه إلى أشمون قادما من سوريا في فبراير 1250 م. بعد أن استدعته شجر الدر (زوجة أبيه)، والمعركة على أشدها مع الصليبيين وقد دخلت الجيوش المصرية يوم 22مارس 1250م في قتال مع الصليبيين، لذلك طلب لويس التاسع المفاوضات مع توران شاه، تحت ضغط القتال والجوع والمرض، ولـــــــكن لم تلبث القوات المصرية أن أطبقت على الجيش الصليبي في 6 إبريل سنة1250م، وأبادتهم، حيث فــــر (لويـــس التاسع) إلى (ميت الخولي عبد الله)، وتم القبض عليه، وقد طلب الآمان له ولأسرته، فأمنه المصريون، حيث نقل إلى مسكن لائق بالمنصورة وهي دار مخصصة للشيخ فخر الدين إبراهيم بن لقمان، حيث نزل بها أسيرا. وسرعان ما رفرفت الأعلام المصرية على سواري السفن في دمياط وأشمون والمنصورة.