بلبيس – BALBIES
مركز ومدينة بلبيس بمحافظة الشرقية تبعد عن الزقازيق 20.2 كم وعن القاهرة 67.9كم، لها جذور تاريخيه عريقة ففي القدم ذكرت بلبيس في التوراة باسم (جاشان) وقد نزل النبي “يعقوب” حين قدم إلى مصر لمقابله ابنه “يوسف” التي ورد ذكرها في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون) صدق الله العظيم. ومدينة بلبيس من المدن القديمة وكان اسمها القبطي becok واسمها المصري” bilbio” وكانت واقعة بين عين الشمس وبين بسطة في حدود الصحراء الشرقية وقد وردت في المسالك لابن حوقل أنها من مدن مصر وفي صبح الأعشى قال عنها أنها مدينة متوسطة بها المساجد والمدارس والأسواق وهي محطة رحال الدرب الشامي وهي ” قصبه الحوف” أي (قاعدة إقليم الشرقية) وبها والى الحرب وبها جوامع ومدارس وأسواق وفنادق وبساتين ونخيل وهي مسورة. وكانت تعتبر في العصور الأولى لمصر كمدخل ومعبر للوافدين على مصر.وهي أول مدينة بني فيها مسجد في أفريقيا وهو مسجد سادات قريش، هي أيضا أول مدينة تستقبل الملك الصالح أيوب عندما حكم مصر وأحدث بها الكثير من التطويرات.
كما كانت مدخل العرب إلى مصر عند الفتح الإسلامي لمصر فقد فتحت ذراعيها لاستقبال جنوده حتى يخلصوا مصر من ظلم الرومان.
المدينة لعبت دوراً في مؤامرات السيطرة على الوزارة الفاطمية. ففي عام 1164م حوصر شيركوه في بلبيس من قبل شاور وأمالريك الأول ملك القدس الصليبي لمدة 3 أشهر. وقد حوصر شيركوه في بلبيس (سميت على اسم الملكة بيسه التي كانت تحكم مصر في الفترة التي استقبلت فيها المدينة عمرو بن العاص في أول زيارة له لمصر قبل دخوله الفسطاط مرة أخرى. عندما هاجمها أمالريك الأول مرة أخرى وقد سقطت المدينة بعد 3 أيام في 4 نوفمبر ليعمل أمالريك فيها الذبح لكل سكانها، بدون تمييز، رجالا ونساءا وأطفالا ‘مسلمين ونصارى’. فظاعة المذبحة روعت نصارى مصر الذين كانوا يرون الصليبيين كمخلصين، ثم ما لبثوا أن عانوا كالمسلمين، مما دعاهم إلى وقف مساندتهم للصليبيين، ووضعوا أيديهم في يد المسلمين لصد الأجانب. أعاد نابليون بناء استحكامات المدينة العسكرية عام 1798م.
وفي عام 1871م سمي بمركز بلبيس وهي من أشهر بلاد الشرقية على مر العصور فكانت تسمى (بيس) ثم أضيف إليها (بل) فأصبحت (بل بيس) ومعناها القصر الجميل وسميت بعد ذلك بلبيس. والاسم الأصلي لمحافظة الشرقية كما يشار إليه في تاريخ الجبرتي هو “شرقية بلبيس”، أي الأراضي الواقعة شرق مدينة بلبيس، التي كانت من أهم مدن الدلتا في العصر العثماني وزمن الحملة الفرنسية.
الأهمية الإستراتيجية
إن موقع مدينة بلبيس أعطاها أهمية عسكرية وإستراتيجية منذ فجر التاريخ فمنذ عصر الفراعنة وهي مدخل مصر من الشرق.
وزادت أهميتها في العصر الحديث من بعد نكسة 1967م حيث كانت نقطة الدفاع الأولى بعد أن فقدت القوات المسلحة المصرية عتادها في سيناء ومدن القنال. حيث تحتوي مدينة بلبيس على الكلية الجوية المصرية والعديد من الوحدات والمطارات التي ساهمت في حرب أكتوبر 1973م. والعديد من الوحدات العسكرية الرئيسية مما أعطاها مركزاً عسكرياً واستراتيجياً هاماً في جمهورية مصر العربية.